elwasem



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

elwasem

elwasem

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوسيم يحيكم فى منتدى ادبى - علمى - ثقافى - دينى - فمرحب بكم

 

                

          


    فتح القسطنطينية

    elwasem
    elwasem
    Admin


    عدد المساهمات : 800
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 06/12/2009

    فتح القسطنطينية Empty فتح القسطنطينية

    مُساهمة من طرف elwasem الجمعة أكتوبر 28, 2011 5:49 pm

    أولاً: الإعداد للفتح:

    لقد اعتنى السلطان محمد الفاتح بإقامة قلعة (روملي حصار) في الجانب الأوروبي على مضيق البسفور في أضيق نقطة منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي، وقد حاول الإمبراطور البيزنطي ثني السلطان الفاتح عن بناء القلعة مقابل التزامات مالية تعهد به إلا أن الفاتح أصر على البناء لما يعلمه من أهمية عسكرية لهذا الموقع ، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة ، وصل ارتفاعها إلى 82 متراً، وأصبحت القلعتان متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة (طرابزون ) وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة.

    أ- اهتمام السلطان بجمع الأسلحة اللازمة:

    اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى (أوربان) كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.

    ب- الاهتمام بالأسطول:

    ويضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة ،وقد ذكر أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة.

    ج- عقد معاهدات:

    كما عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة (غلطة) المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بينهما مضيق (القرن الذهبي) ، كما عقد معاهدات مع (المجد) و (البندقية) وهما من الأمارات الأوروبية المجاورة ، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية ، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية مشاركة لبني عقيدتهم من النصارى متناسين عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين.
    في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح استمات الإمبراطور البيزنطي في محاولاته لثنيه عن هدفه ، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه ، بمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره ولكن السلطان كان عازماً على تنفيذ مخططه ولم تثنه هذه الأمور عن هدفه ، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوربية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي ، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد ، وقد اضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لتصبح خاضعة له ، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك ، وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية ، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين ، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة ، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك ، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : ( إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية).

    ثانياً: الهجوم:

    كانت القسطنطينية محاطة بالمياه البحرية في ثلاث جبهات، مضيق البسفور، وبحر مرمرة، والقرن الذهبي الذي كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم في دخول السفن إليه، وبالإضافة إلى ذلك فإن خطين من الأسوار كانت تحيط بها من الناحية البرية من شاطئ بحر مرمرة إلى القرن الذهبي، يتخللها نهر ليكوس، وكان بين السورين فضاء يبلغ عرضه 60 قدماً ويرتفع السور الداخلي منها 40 قدماً وعليه أبراج يصل ارتفاعها إلى 60 قدماً، وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدماًوعليه أبراج موزعة مليئة بالجند، وبالتالي فإن المدينة من الناحية العسكرية تعد من أفضل مدن العالم تحصيناً، لما عليها من الأسوار والقلاع والحصون إضافة إلى التحصينات الطبيعية، وبالتالي فإنه يصعب اختراقها، ولذلك فقد استعصت على عشرات المحاولات العسكرية لاقتحامها ومنها إحدى عشرة محاولة إسلامية سابقة.

    كان السلطان الفاتح يكمل استعدادات القسطنطينية ويعرف أخبارها ويجهز الخرائط اللازمة لحصارها ، كما كان يقوم بنفسه بزيارات استطلاعية يشاهد فيها استحكامات القسطنطينية وأسوارها ، وقد عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية ، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية ، في مدة شهرين حيث تمت حمايتها بقسم من الجيش حتى وصلت الأجناد العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 26 ربيع الأول 857هـ الموافق 6 أبريل 1453م ، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي ، فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة ، وذكرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء ، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك ، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره ، وما في فتحها من عز الإسلام والمسلمين ، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء.

    وكان العلماء مبثوثين في صفوف الجيش مقاتلين ومجاهدين مما أثر في رفع معنوياتهم حتى كان كل جندي ينتظر القتال بفارغ الصبر ليؤدي ما عليه من واجب.

    وفي اليوم التالي قام السلطان بتوزيع جيشه البري أمام الأسوار الخارجية للمدينة، مشكلاً ثلاثة أقسام رئيسية تمكنت من إحكام الحصار البري حول مختلف الجهات، كما أقام الفاتح جيوشاً احتياطية خلف الجيوش الرئيسية، وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي، كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب، واستطاع الأسطول العثماني أن يستولي على جزر الأمراء في بحر مرمرة.

    وحاول البيزنطيون أن يبذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن القسطنطينية ووزعوا الجنود على الأسوار، وأحكموا التحصينات، وأحكم الجيش العثماني قبضته على المدينة، ولم يخلُ الأمر من وقوع قتال بين العثمانيين المهاجمين والبيزنطيين المدافعيين منذ الأيام الأولى للحصار، وفتحت أبواب الشهادة وفاز عدد كبير من العثمانيين بها خصوصاً من الأفراد الموكلين بالاقتراب من الأبواب.

    وكانت المدفعية العثمانية تطلق مدافعها من مواقع مختلفة نحو المدينة، وكان لقذائفها ولصوتها الرهيب دور كبير في إيقاع الرعب في قلوب البيزنطيين، وقد تمكنت من تحطيم بعض الأسوار حول المدينة، ولكن المدافعين كانوا سرعان ما يعيدون بناء الأسوار وترميمها.

    ولم تنقطع المساعدات المسيحية من أووربا، ووصلت إمدادات من (جنوة ) مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي ( جستنيان) يرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوربية متعددة، واستطاعت سفنهم أن تصل إلى العاصمة البيزنطية العتيقة بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية المحاصرة للمدينة، وكان لوصول هذه القوات أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين، وعين قائدها ( جستنيان ) قائداً عاماً للقوات المدافعة عن المدينة.

    وقد حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلسلة الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه ، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية وارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.

    ولم يكل القس ورجال الدين النصارى، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة، وأماكن التحصين ويحرضون المسيحيين على الثبات والصبر، ويشجعون الناس على الذهاب إلى الكنائس ودعاء المسيح والسيدة والعذراء أن يخلصوا المدينة، وأخذ الإمبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف.

    ثالثاً: مفاوضات بين محمد الفاتح وقسطنطين:

    استبسل العثمانيون المهاجمون على المدينة وعلى رأسهم محمد الفاتح، وصمد البيزنطيون بقيادة قسطنطين صموداً بطولياً في الدفاع، وحاول الإمبراطور البيزنطي أن يخلص مدينته وشعبه بكل ما يستطيع من حيلة، فقدم عروضاً مختلفة للسلطان ليغريه بالانسحاب مقابل الأموال أو الطاعة، أو غير ذلك من العروض التي قدمها.

    ولكن الفاتح رحمه الله يرد بالمقابل طالباً تسليم المدنية تسليماً، وأنه في هذه الحالة لن يتعرض أحد من أهلها ولا كنائسها للأذى، وكان مضمون الرسالة: ( فليسلم لي إمبراطوركم مدينة القسطنطينية وأقسم بأن جيشي لن يتعرض لأحد في نفسه وماله وعرضه، ومن شاء بقي في المدينة وعاش فيها في أمن وسلام، ومن شاء رحل عنها حيث أراد في أمن وسلام أيضاً).

    كان الحصار لا يزال ناقصاً ببقاء مضيق القرن الذهبي في أيدي البحرية البيزنطية، ومع ذلك فإن الهجوم العثماني كان مستمراً دون هوادة حيث أظهر جنود الانكشارية شجاعة فائقة، وبسالة نادرة، فكانوا يقدمون على الموت دون خوف في أعقاب كل قصف مدفعي، وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند (وادي ليكوس) في الجزء الغربي من الأسوار، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حالوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة (جستنيان) استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين، وكانت الثغرة ضيقة وكثرت السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين ، ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة أخرى للهجوم.

    وفي اليوم نفسه حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة، إضافة إلى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج، استطاعوا جميعاً من صد السفن الإسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن إلى العودة بعد أن فشلت في تحقيق مهمتها.

    رابعاً: عزل قائد الأسطول العثماني وشجاعة محمد الفاتح:

    بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة أخرى بين البحرية العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول إلى الخليج، حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها، أشرف الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى قائد الأسطول وقال له: (إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها، إذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً) لكن السفن الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك، وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الأسطول بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد الفاتح قائد الأسطول ( بالطه أوغلي ) وعنفه واتهمه بالجبن، وتأثر( بالطة أو غلي ) لهذا قال: (إني استقبل الموت بجنان ثابت، ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت أنا ورجالي بكل ما كان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف عمامته عن عينه المصابة). أدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل قد أعذر، فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا.

    خامساً: عبقرية حربية فذة:

    لاحت للسلطان فكرة بارعة وهي نقل السفن من مرساها في (بشكطاش) إلى القرن الذهبي، وذلك بجرها على الطرق البري الواقع بين الميناءين مبتعداً عن ( حي غلطة ) خوفاً على سفنه من الجنوبيين ، وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال ، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة.

    جمع محمد الفاتح أركان حربه وعرض عليهم فكرته، وحدد لهم مكان معركته القادمة، فتلقى منهم كل تشجيع، وأعربوا عن إعجابهم بها.

    بدأ تنفيذ الخطة، وأمر السلطان محمد الثاني فمهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة ، إلا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن.

    وجرت السفن من البسفور إلى البر حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال ، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي ، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو ، بطريقة لم يسبق إليها السلطان الفاتح قبل ذلك ، وقد كان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته.

    وقد تم كل ذلك في ليلة واحدة ، واستيقظ أهل المدينة البائسة صباح يوم 22 أبريل على تكبيرات العثمانيين المدوية ، وهتافاتهم المتصاعدة ، وأناشيدهم الإيمانية العالية ، في القرن الذهبي ، وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي ، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين ، ولقد عبر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال : (ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق ، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر).ظهر اليأس في أهل القسطنطينية وكثرت الإشاعات والتنبؤات بينهم، وانتشرت شائعة تقول: ستسقط القسطنطينية عندما ترى سفن تمخر اليابسة.

    وكان لوجود السفن الإسلامية في القرن الذهبي دور كبير في إضعاف الروح المعنوية لدى المدافعين عن المدينة الذين اضطروا لسحب قوات كبيرة من المدافعين عن الأسوار الأخرى لكي يتولوا الدفاع عن الأسوار الواقعة على القرن الذهبي إذ أنها كانت أضعف الأسوار، ولكنها في السابق تحميها المياه، مما أوقع الخلل في الدفاع عن الأسوار الأخرى.

    وقد حاول الإمبراطور البيزنطي تنظيم أكثر من عملية لتدمير الأسطول العثماني في القرن الذهبي إلا أن محاولته المستميتة كان العثمانيون لها بالمرصاد حيث أفشلوا كل الخطط والمحاولات.

    واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع ، وحاولوا تسلق أسوارها ، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم ما يتهدم من أسوار مدينتهم ورد ا لمحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم مما زاد في مشقتهم وتبعهم وإرهاقهم وشغل ليلهم مع نهارهم وأصابهم اليأس.

    كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماماً.

    سادساً: الحرب النفسية العثمانية:

    وشرع السلطان محمد الفاتح في نصب المدافع القوية على الهضاب الواقعة خلف (غلطة)، وبدأت هذه المدافع في دفع قذائفها الكثيفة نحو الميناء وأصابت إحدى القذائف سفينة تجارية فأغرقتها في الحال ، فخافت السفن الأخرى واضطرت للفرار ، واتخذت من أسوار (غلطة) ملجأ لها ، وظل الهجوم العثماني البري في موجات خاطفة وسريعة هجمة تلوى الأخرى، وكان السلطان محمد الفاتح يوالي الهجمات وإطلاق القذائف في البر والبحر دون انقطاع ليلاً ونهاراً من أجل إنهاك قوى المحاصرين ، وعدم تمكينهم من أن ينالوا أي قسط من راحة وهدوء بال ، وهكذا أصبحت عزائمهم ضعيفة ونفوسهم مرهقة كليلة ، وأعصابهم متوترة مجهدة تثور لأي سبب.

    واضطر الإمبراطور ( قسطنطين )إلى عقد مؤتمر ثاني، اقترح فيه أحد القادة مباغتة العثمانيين بهجوم شديد عنيف لفتح ثغرة توصلهم بالعالم الخارجي وبينما هو في مجلسهم يتدارسون هذا الاقتراح، قطع عليهم أحد الجنود اجتماعهم وأعلمهم بأن العثمانيين شنوا هجوماً شديداً مكثفاً على وادي( ليكونس )، فترك قسطنطين الاجتماع ووثب على فرسه، واستدعى الجند الاحتياطي ودفع بهم إلى مكان القتال ، واستمر القتال إلى آخر الليل حتى انسحب العثمانيون.

    لجأ العثمانيون إلى طريقة عجيبة في محاولة دخول المدينة حيث عملوا على حفر أنفاق تحت الأرض من مناطق مختلفة إلى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريج، فأسرع الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه إلى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، للوصول إلى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل أنفاق المهاجمين دون أن يعلموا، حتى إذا وصل العثمانيون إلى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي إلى داخل المدينة ففرحوا بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذا فاجأهم الروم، فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق والمواد الملتهبة، فاختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيت أتوا.

    لكن هذا الفشل لم يفت في عضد العثمانيين، فعاودوا حفر أنفاق أخرى، وفي مواضع مختلفة، من المنطقة الممتدة بين (أكرى فبو) وشاطئ القرن الذهبي وكانت مكاناً ملائماً للقيام بمثل هذا العمل، وظلوا على ذلك حتى أواخر أيام الحصار، وقد أصاب أهل القسطنطينية من جراء ذلك خوف عظيم وفزع لا يوصف حتى صاروا يتوهمون أن أصوات أقدامهم وهو يمشون إن هي أصوات خفية لحفر يقوم به العثمانيون ويملئون المدينة ، فكانوا يتلفتون يمنة ويسرة ، ويشيرون هنا وهناك في فزع ويقولون : (هذا تركي ، … هذا تركي) ويجرون هرباً من أشباح يحسبونها أنها تطاردهم.

    سابعاً: مفاجأة عسكرية عثمانية:

    لجأ العثمانيون إلى أسلوب جديد في محاولة الاقتحام وذلك بأن صنعوا قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران، وأعدت تلك القلعة بالرجال في كل دور من أدوارها، وكان الذين في الدور العلوي من الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار، وقد وقع الرعب في قلوب المدافعين عن المدينة حينما زحف العثمانيون بهذه القلعة واقتربوا بها من الأسوار عن باب( رومانوس)، فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار، وقد تمكن العثمانيون من لصقها بالأسوار ودار بين من فيها وبين النصارى عند الأسوار قتل شديد، واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار ونجحوا في ذلك، وقد ظن قسطنطين أن الهزيمة حلت به، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت، ووقعت على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلأ الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب.

    ثامناً: المفاوضات الأخيرة بين محمد الفاتح وقسطنطين:

    أيقن محمد الفاتح أن المدينة على وشك السقوط، ومع ذلك حاول أن يكون دخولها بسلام، فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه إلى تسليم المدينة دون إراقة دماء ، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى حيث يشاؤون بأمان ، وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها ، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر ، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت ، فمال الإمبراطور إلى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة ، فرد الإمبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها : (إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه أو يدفن تحت أسوارها) ، فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال : (حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر).

    وعمد السلطان بعد اليأس من تسليم المدينة صلحاً إلى تكثيف الهجوم وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة، حتى أن المدافع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس المجري( أوربان )الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة إلى ضربها للأسوار والقلاع.

    تاسعاً: محمد الفاتح يوجه تعليماته ويتابع جنوده بنفسه:

    في يوم الأحد 18 جمادى الأول 27 من مايو وجه السلطان محمد الفاتح الجنود إلى الخشوع وتطهير النفوس والتقرب إلى الله تعالى بالصلاة وعموم الطاعات والتذلل والدعاء بين يديه ، لعل الله أن ييسر لهم الفتح ، وانتشر هذا الأمر بين عامة المسلمين ، كما قام الفاتح بنفسه ذلك اليوم بتفقد أسوار المدينة ومعرفة آخر أحوالها ، وما وصلت إليه وأوضاع المدافعين عنها في النقاط المختلفة ، وحدد مواقع معينة يتم فيها تركيز القصف العثماني ، تفقد فيها أحوالهم وحثهم على الجد والتضحية في قتال الأعداء.

    وفي مساء اليوم نفسه أوقد العثمانيون ناراً كثيفة حول معسكرهم وتعالت صيحاتهم وأصواتهم وبالتهليل والتكبير، حتى خيل للروم أن النار قد اندلعت في معسكر العثمانية، فإذا بهم يكتشفون أن العثمانيين يحتفلون بالنصر مقدماً، مما أوقع الرعب في قلوب الروم، وفي اليوم التالي 28 مايو كانت الاستعدادات العثمانية على أشدها والمدافع ترمي البيزنط بنيرانها ، والسلطان يدور بنفسه على المواقع العسكرية المختلفة متفقداً موجهاً ومذكراً بالإخلاص والدعاء والتضحية والجهاد.

    وبعد أن عاد الفاتح إلى خيمته ودعا إليه كبار رجال جيشه أصدر إليهم التعليمات الأخيرة، ثم ألقى عليهم الخطبة التالية: "إذا تم لنا فتح القسطنطينية تحقق فينا حديث من أحاديث رسول الله ومعجزة من معجزاته، وسيكون من حظنا ما أشاد به هذا الحديث من التمجيد والتقدير فأبلغوا أبناءنا العساكر فرداً فرداً، أن الظفر العظيم الذي سنحرزه سيزيد الإسلام قدراً وشرفاً، ويجب على كل جندي أن يجعل تعاليم شريعتنا الغراء نصب عينيه فلا يصدر عن أحد منهم ما يجافي هذه التعاليم، وليتجنبوا الكنائس والمعابد ولا يمسوها بأذى ويدعوا القسس والضعفاء والعجزة الذين لا يقاتلون.

    وتوجه قسطنطين نحو صورة (يزعمون أنها صورة المسيح) معلقة في أحد الغرف فركع تحتها وهمهم بعض الدعوات ثم نهض ولبس المغفر على رأسه وخرج من القصر نحو منتصف الليل مع زميله ورفيقه وأمينه المؤرخ( فرانتزتس) ثم قاما برحلة تفقدية لقوات النصارى المدافعة ولا حظوا حركة الجيش العثماني النشطة المتوثبة للهجوم البري والبحري.

    عاشراً: فتح من الله ونصر قريب:

    عند الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1435م بدأ الهجوم العام على المدينة بعد أن أصدرت الأوامر للمجاهدين الذين علت أصواتهم بالتكبير وانطلقوا نحو الأسوار ، وخاف البيزنطيون خوفا عظيما ، وشرعوا في دق نواقيس الكنائس والتجأ إليها كثير من النصارى ، وكان الهجوم النهائي متزامنا بريا وبحرياً في وقت واحد حسب خطة دقيقة أعدت بإحكام ، وكان المجاهدون يرغبون في الشهادة ، ولذلك تقدموا بكل شجاعة وتضحية وإقدام نحو الأعداء ونال الكثير من المجاهدين الشهادة ، وكان الهجوم موزعا على كثير من المناطق ، ولكنه مركز بالدرجة الأولى في منطقة وادي ليكوس ، بقيادة السلطان محمد الفاتح نفسه ، وكانت الكتائب الأولى من العثمانيين تمطر الأسوار والنصارى بوابل من القذائف والسهام محاولين شل حركة المدافعين ، ومع استبسال البيزنطيين وشجاعة العثمانيين كان الضحايا من الطرفين يسقطون بأعداد كبيرة .

    وبعد أن انهكت الفرقة الأولى الهجومية كان السلطان قد أعد فرقة أخرى فسحب الأولى ووجه الفرقة الثانية ، وكان المدافعون قد أصابهم الإعياء ، وتمكنت الفرقة الجديدة ، من الوصول إلى الأسوار وأقاموا عليها مئات السلالم في محاولة جادة للاقتحام ، ولكن النصارى استطاعوا قلب السلالم واستمرت تلك المحاولات المستميتة من المهاجمين ، والبيزنطيون يبذلون قصارى جهودهم للتصدي لمحاولات التسلق ، وبعد ساعتين من تلك المحاولات أصدر الفاتح أوامره للجنود لأخذ قسط من الراحة ، بعد أن أرهقوا المدافعين في تلك المنطقة ، وفي الوقت نفسه أصدر أمرا إلى قسم ثالث من المهاجمين بالهجوم على الأسوار من نفس المنطقة ، وفوجئ المدافعون بتلك الموجة الجديدة بعد أن ظنوا أن الأمر قد هدأ وكانوا قد أرهقوا ، في الوقت الذي كان المهاجمون دماء جديدة معدة ومستريحة وفي رغبة شديدة لأخذ نصيبهم من القتال .

    كما كان القتال يجري على قدم وساق في المنطقة البحرية مما شتت قوات المدافعين وأشغلهم في أكثر من جبهة في وقت واحد ، ومع بزوغ نور الصباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحددوا مواقع العدو بدقة أكثر ، وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم ، وكان المسلمون في حماسة شديدة وحريصين على إنجاح الهجوم ، ومع ذلك أصدر السلطان محمد الأوامر إلى جنوده بالانسحاب لكي يتيحوا الفرصة للمدافع لتقوم بعملها مرة أخرى حيث أمطرت الأسوار والمدافعين عنها بوابل من القذائف ، واتبعتهم بعد سهرهم طوال الليل ، وبعد أن هدأت المدفعية جاء قسم جديد من شجعان الإنكشارية يقودهم السلطان نفسه تغطيهم نبال وسهام المهاجمين التي لا تنفك عن محاولة منع المدافعين عنها ، وأظهر جنود الإنكشارية شجاعة فائقة وبسالة نادرة في الهجوم واستطاع ثلاثون منهم تسلق السور أمام دهشة الأعداء ، ورغم استشهاد مجموعة منهم بمن فيهم قائدهم فقد تمكنوا من تمهيد الطريق لدخول المدينة عند ( طوب قابي ) ورفعوا الأعلام العثمانية مما زاد في حماس بقية الجيش للاقتحام كما فتوا في عضد الأعضاء .

    وفي نفس الوقت أصيب قائد المدافعين( جستنيان ) بجراح بليغة دفعته إلى الانسحاب من ساحة المعركة مما أثر في بقية المدافعين ، وقد تولى الإمبراطور قسطنطين قيادة المدافعين بنفسه محل جستنيان الذي ركب أحد السفن فاراً من أرض المعركة ، وقد بذل الإمبراطور جهودا كبيرة في تثبيت المدافعين الذين دب اليأس في قلوبهم من جدوى المقاومة ، في الوقت الذي كان فيه الهجوم بقيادة السلطان شخصياً على أشده، محاولاً استغلال ضعف الروح المعنوية لدى المدافعين.

    وقد واصل العثمانيون هجومهم في ناحية أخرى من المدينة حتى تمكنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على بعض الأبراج والقضاء على المدافعين في باب أدرنة ورفعت الأعلام العثمانية عليها ، وتدفق الجنود العثمانيون نحو المدينة من تلك المنطقة ، ولما رأى قسطنطين الأعلام العثمانية ترفرف على الأبراج الشمالية للمدينة ، أيقن بعدم جدوى الدفاع وخلع ملابسه حتى لا يعرف ، ونزل عن حصانه وقاتل حتى قتل في ساحة المعركة.

    وكان لانتشار خبر موته دور كبير في زيادة حماس المجاهدين العثمانيين وسقوط عزائم النصارى المدافعين ، وتمكنت الجيوش العثمانية من دخول المدينة من مناطق مختلفة وفر المدافعون بعد انتهاء قيادتهم ، وهكذا تمكن المسلمون من الاستيلاء على المدينة ، وكان الفاتح رحمه الله مع جنده في تلك اللحظات يشاركهم فرحة النصر ، ولذة الفوز بالغلبة على الأعداء من فوق صهوة جواده ، وكان قواده يهنئونه وهو يقول : (الحمد لله ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد ولشعبي الفخر والشكر).

    كانت هناك بعض الجيوب الدفاعية داخل المدينة التي تسببت في استشهاد عدد من المجاهدين ، وقد هرب أغلب أهل المدينة إلى الكنائس ولم يأت ظهيرة ذلك اليوم الثلاثاء 20 جمادى الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م ، إلا والسلطان الفاتح في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهو يرددون ما شاء الله ، فالتفت إليهم وقال : لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية الذي أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنأهم بالنصر ونهاهم عن القتل والنهب والسلب، وأمرهم بالرفق بالناس والإحسان إليهم ، ثم ترجل عن فرسه واستقبل القبلة وسجد لله على الأرض شكراً وحمداً وتواضعاً لله تعالى.

    حادي عشر : معاملة محمد الفاتح للنصارى المغلوبين :

    توجه محمد الفاتح إلى كنيسة( آيا صوفية ) وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم ، وعندما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها خوفاً عظيماً ، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان ، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة ، فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم ، وصلى فيها الفاتح صلاة العصر ، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بتحويل الكنيسة إلى مسجد وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول جمعة قادمة ، وقد أخذ العمال يعدون لهذا الأمر ، فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير وعملوا منبراً للخطيب ، وقد يجوز تحويل الكنسية إلى المسجد لأن البلد فتحت عنوة والعنوة لها حكمها في الشريعة الإسلامية.

    ثم أمر بدفن الإمبراطور بما يليق بمكانته ، وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في القضايا المدينة ، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع.

    لقد حاول المؤرخ الإنجليزي ( ادوارد شيبرد كريسي ) في كتابة (تاريخ العثمانيين الأتراك ) أن يشوه صوره الفتح العثمانية للقسطنطينية، ووصف السلطان محمد الفاتح بصفات قبيحة حقداً منه وبغضاً للفتح الإسلامي المجيد ، وسارت الموسوعة الأمريكية المطبوعة في عام 1980م في حمأة الحقد الصليبي ضد الإسلام ، فزعمت أن السلطان محمد قام باسترقاق غالبية نصارى القسطنطينية ، وساقهم إلى اسواق الرقيق في مدينة دارنة حيث تم بيعهم هناك.

    إن الحقيقة التاريخية الناصعة تقول : إن السلطان محمد الفاتح عامل أهل القسطنطينية معاملة رحيمة وأمر جنوده بحسن معاملة الأسرى و الرفق بهم ، وافتدى عدداً كبيراً من الأسرى من ماله الخاص وخاصة أمراء اليونان ، ورجال الدين ، واجتمع مع الأساقفة وهدأ من روعهم ، وطمأنهم إلى المحافظة على عقائدهم وشرائعهم وبيوت عبادتهم ، وأمرهم بتنصيب بطريرك جديد فانتخبوا ( أجناديوس) بطريكا ، وتوجه هذا بعد انتخابه في موكب حافل من الأساقفة إلى مقر السلطان ، فاستقبله السلطان محمد الفاتح بحفاوة بالغة وأكرمه أيما تكريم ، وتناول معه الطعام وتحدث معه في موضوعات شتى ، دينية وسياسية واجتماعية ، وخرج البطريريك من لقاء السلطان ، وقد تغيرت فكرته تماماً على السلاطين العثمانيين وعن الأتراك ، بل والمسلمين عامة ، وشعر أنه أمام سلطان مثقف صاحب رسالة وعقيدة دينية راسخة وإنسانية رفيعة ، ورجولة مكتملة ، ولم يكن الروم أنفسهم أقل تأثراً ودهشة من بطريقهم ، فقد كانوا يتصورون أن القتل العام لا بد لاحقهم ، فلم تمض أيام قليلة حتى كان الناس يستأنفون حياتهم المدنية العادية في اطمئنان وسلام.

    وهكذا فتحت مدينة الروم ، وكان عمر الفاتح آنذاك الخامسة والعشرين عاماً ، وبعد حصار دام خمسين يوماً ، وهي المدينة التي حوصرت تسعاً وعشرين مرة ، وكان بها من السكان آنذاك أزيد من 300 ألف نسمة .
    elwasem
    elwasem
    Admin


    عدد المساهمات : 800
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 06/12/2009

    فتح القسطنطينية Empty حروب الردة والغزوات الاسلاميه

    مُساهمة من طرف elwasem السبت أكتوبر 29, 2011 11:45 am

    ‏حُرُوبُ الرِّدَّةِ (11 هـ/632 م)‏
    ‏سَيَّرَ أَبُو بَكرٍ الجُيُوشَ لِمُحَارَبَةِ المُرتَدِّينَ وَالمُمتَنِعِينَ عَن أَدَاءِ الزَّكَاةِ، فَخَاضَت مَعَارِكَ ضَارِيَةً اِنتَهَت بِالقَضَاءِ نِهَائِيًّا عَلَى حَرَكَةِ الرِّدَّةِ وَرُضُوخِ المُرتَدِّينَ.‏
    The Wars against the Apostates (11 A.H./632 A.D.) : Abu Bakr set out many Muslim armies to confront the apostates and those who refused to pay the Zakah (alms). The Muslim forces, being well-deployed, were successful in completing their task and eliminating the apostates.
    .................................................. ...............
    ‏غَزوَةُ أُحُد (3 هـ/625 م)
    ‏تَوَجَّهَت قُرَيشٌ بِأَجنَادِهَا وَأَحلَافِهَا لِغَزوِ المُسلِمِينَ لِتَثأَرَ لِقَتلَاهَا فِي وَقعَةِ بَدرٍ وَالتَقَت مَعَهُم عَلَى سَفحِ جَبَلِ أُحُد وَاستَطَاعَ المُسلِمُونَ تَحقِيقَ النَّصرِ فِي البِدَايَةِ وَلَكِن عِندَمَا خَالَفُوا أَوَامِرَ الرَّسُولِ وَتَرَكُوا أَمَاكِنَهُم أَدَّى ذَلِكَ إِلَى حُدُوثِ ثَغرَةٍ فِي جَيشِ المُسلِمِينَ وَتَمَكَّنَ مِنهُم مُشرِكُو قُرَيشٍ.‏
    The Battle of Uhud (3 A.H./625 A.D.) : The Quraish marched out of Mecca for revenge for their defeat at Badr. The Muslim army was encamped at Mount Uhud. The Muslims were victorious in the beginning, but when the archers left their positions, the tide of the battle turned, and the polytheists of the Quraish escaped the defeat................................................... ....................

    ‏غَزوَةُ الأَبوَاءِ (2 هـ/624 م)‏
    ‏تُعتَبَرُ هَذِهِ الغَزوَةُ أَوَّلَ غَزوَةٍ لِلرَّسُولِ يَغزُوهَا فِي الإِسلَامِ، وَقَد فُرِضَ الجِهَادُ فِي الإِسلَامِ لِأَحَدِ أَمرَينِ: إِمَّا لِلدِّفَاعِ عَن النَّفسِ وَالعِرضِ وَالمَالِ وَالوَطَنِ، وَإِمَّا لِلدِّفَاعِ عَن الدَّعوَةِ إِلَى اللَّهِ إِذَا وَقَفَ أَحَدٌ فِي سَبِيلِهَا بِتَعذِيبِ مَن آمَنَ بِهَا أَو بِصَدِّ مَن أَرَادَ الدُّخُولَ فِيهَا أَو بِمَنعِ الدَّاعِي مِن تَبلِيغِهَا قَالَ تَعَالَى "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُم وَلَا تَعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ المُعتَدِينَ"، وَقَد شُرِعَ الجِهَادُ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِن الهِجرَةِ بَعدَ أَن اِشتَدَّ أَذَى قُرَيشٍ لِلمُسلِمِينَ وَوُقُوفِهَا فِي طَرِيقِ الدَّعوَةِ لِلإِسلَامِ فَأَنزَلَ اللَّهُ آيَةَ تَشرِيعِ الجِهَادِ "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُم ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلَى نَصرِهِم لَقَدِيرٌ"، وَفِي تِلكَ السَّنَةِ خَرَجَ الرَّسُولُ مِن المَدِينَةِ غَازِيًا وَاستَعمَلَ عَلَى المَدِينَةِ سَعدَ بنَ عُبَادَة َ حَتَّى بَلَغَ ودان يُرِيدُ قُرَيشًا وَبَنِي ضَمرَةَ فَوَادَعَ بَنِي ضَمرَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى المَدِينَةِ.‏
    The Expedition of Al-Abwa' (2 A.H./624 A.D.) : This was the first expedition led by the Messenger in the Islamic era. Jihad [Fighting in the Cause of Allah] has been instituted by Islam for one of two reasons: first, to defend Muslims, their women, property or country; and second, to defend the Call to Allah if it is obstructed by someone; if the believers are persecuted; or if the preachers are impeded from conveying their call. Allah the Almighty says in the Holy Qur'an, "Fight in the cause of Allah those who fight you, but do not transgress limits; for Allah loveth not transgressors." (Surah Al-Baqarah, No. 2, verse 190). The obligation of Jihad was instituted in the second year after the Hijrah when the Quraish continued its hostility to the new religion, persecuting the believers and stopping in the way to the spread of Islam. The permission to fight was initialized by the Qur'anic verse, "To those against whom war is made, permission is given (to fight), because they are wronged; and verily, Allah is Most Powerful for the ir aid." (Surah Al-Hajj, No. 22, verse 39). The Prophet (peace be upon him) left Medina - appointing Sa`d bin `Ubadah as his deputy - and headed to the Quraish and Banu Damrah. He mad a treaty with the Banu Damrah. .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ الحُدَيبِيَةِ (6 هـ/628 م)‏
    ‏مَنَعَت قُرَيشٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مِن دُخُولِ مَكَّةَ عِندَمَا جَاءَهَا مُعتَمِرًا وَمَعَهُ أَكثَرُ مِن 1400 مُسلِمٍ فَتَوَقَّفَ النَّبِيُّ فِي الحُدَيبِيَةِ وَأَرسَلَ عُثمَانَ لِلتَّفَاوُضِ مَعَهُمُ وَعِندَمَا تَأَخَّرَ عُثمَانُ عَن العَودَةِ ظَنَّ المُسلِمُونَ أَنَّ قَرَيشًا قَتَلَتهُ فَاستَعَدَّ الرَّسُولُ لِحَربِهِم فَبَايَعَهُ مَن مَعَهُ مِن المُسلِمِينَ عَلَى المَوتِ ثُمَّ مَا لَبِثَ أَن عَادَ عُثمَانُ وَتَمَّ الصُّلحُ مَعَ قُرَيشٍ.‏
    The Expedition of Al-Hudaibiah (6 A.H./628 A.D.) : The Prophet (peace be upon him) and about 1400 of his followers headed for Mecca to perform `Umrah (Minor Pilgrimage). The polytheists of Mecca prepared to block the peaceful party from performing the `Umrah. The Prophet sent `Uthman bin `Affan as his envoy to the Quraish. However, the Quraish's capture of `Uthman led the Prophet (peace be upon him) to mobilize an army to fight them. Mediation efforts resulted in the Hudaibiah Treaty between the Quraish and Muhammad (peace be upon him).
    .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ الخَندَقِ (5 هـ/627 م)‏
    ‏وَفِيهَا جَمَعَت قُرَيشٌ أَحلَافَهَا وَأَحزَابَهَا مِن القَبَائِلِ وَقَدِمَت المَدِينَةَ بِجَيشٍ عَظِيمٍ، وَقَد اِنضَمَّ إِلَيهَا يَهُودُ بَنِي قُرَيظَةَ وَلَم يَتَمَكَّن أَحَدٌ مِن اِقتِحَامِ المَدِينَةِ، وَصَدَّهُم عَنهَا خَندَقٌ حَفَرَهُ المُسلِمُونَ حَولَهَا.‏
    The Battle of Al-Khandaq (the Trench) (5 A.H./627 A.D.) : The Quraish launched another attack on Medina to suppress the rising power of the Prophet and his followers. They allied with several Arab tribes in Hijaz. The Muslims dug a trench at the northern edge of Medina to protect the city. The polytheists could not penetrate the trench and went back in failure. .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ السَّوِيقِ (ذُو الحِجَّةِ 2 هـ)‏

    ‏بَلَغَ النَّبِيَّ أَنَّ أَبَا سُفيَانَ جَهَّزَ حَملَةً لِحَربِ المُسلِمِينَ وَالِانتِقَامِ مِنهُم لِوَقعَةِ بَدرٍ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ لِطَلَبِهِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ (قرقرة الكدر) كَانَ أَبُو سُفيَانَ قَد عَادَ بِقَومِهِ إِلَى مَكَّةَ وَطَرَحَ صَحبُهُ مَا كَانُوا يَحمِلُونَ مِن سَوِيقٍ (زَادٍ) لِيَتَخَفَّفُوا مِنهُ طَلَبًا فِي النَّجَاةِ.‏
    The Expedition of Al-Sawiq (2 A.H.) : It was reported to the Messenger that Abu Sufyan was preparing to attack the Muslims to take revenge after the defeat of the Quraish at the Battle of Badr. The Prophet made his preparation to meet them but when he reached Qarqarat Al-Kadr, he found that Abu Sufyan and his troops had retreated back to Mecca, leaving behind some of their provisions................................................... .....

    ‏غَزوَةُ بَدر (2 هـ/624 م)‏
    ‏أَمَرَ الرَّسُولُ فِي العَامِ الثَّانِي لِلهِجرَةِ بِاعتِرَاضِ قَافِلَةٍ لِقُرَيشٍ مَارَّةٍ بِنَاحِيَةِ المَدِينَةِ نَظَرًا لِتَعَسُّفِهِم الشَّدِيدِ مَعَ المُسلِمِينَ، فَجَهَّزَت قُرَيشٌ أَلفَ مُقَاتِلٍ وَخَرَجَت بِهِم نَاحِيَةَ الشَّمَالِ لِمُلَاقَاةِ المُسلِمِينَ بِبَدرٍ، عَلَى الرَّغمِ مِن أَنَّ جَيشَ قُرَيشٍ بَلَغَ ثَلَاثَةَ أَضعَافِ المُسلِمِينَ إِلَّا أَنَّ المُسلِمِينَ اِنتَصَرُوا عَلَى قُرَيشٍ اِنتِصَارًا عَظِيمًا.‏
    The Battle of Badr (2 A.H./624 A.D.) : The Battle of Badr took place between the Quraish and the Muslims near the Well of Badr, which was located near Mecca. The Prophet decided that interrupting the trade of the Quraish would be an effective counterattack to their aggression against Muslims. He commanded the capture of a Quraish trade caravan passing near Medina, but the leader of the caravan, Abu Sufyan, managed to escape and called for assistance. The Quraish gathered over one thousand soldiers who marched north to confront the Muslims at Badr. Though the army of the Quraish was three times the size of the Muslim army, they were defeated and the Muslims achieved a glorious victory. ..................................................

    ‏غَزوَةُ بَنِي قُرَيظَةَ (5 هـ/627 م)‏
    ‏تَوَجَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِغَزوِ بَنِي قُرَيظَةَ لِنَقضِهِم عَهدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِمُحَالَفَتِهِم قُرَيشًا فَحَاصَرَهُم فَاستَسلَمُوا وَطَلَبُوا أَن يَنزِلُوا عَلَى حُكمِ حَلِيفِهِم سَعدِ بنِ مُعَاذٍ فَقَضَى بِقَتلِ رِجَالِهِم وَسَبيِ نِسَائِهِم وَذَرَارِيهِم.‏
    The Battle of Banu Quraizhah (5 A.H./627 A.D.) : The Messenger (peace be upon him) launched this battle to take revenge on the Banu Quraizhah who betrayed the Messenger and allied with the Quraish at the Battle of the Trench. The Messenger attacked and seized them. They were obliged to surrender and agree on the verdict of Sa`d bin Mu`adh - who was their ally. Sa`d's verdict was to kill their warriors and capture their women and children.
    .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ تَبُوك (9 هـ/630 م)‏
    ‏جَهَّزَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ جَيشًا كَبِيرًا وَسَارَ بِهِ نَحوَ مُؤتَةَ يُرِيدُ أَن يَثأَرَ لِمَا حَلَّ بِالمُسلِمِينَ فِيهَا، وَلَمَّا وَصَلَ هَذَا الجَيشُ الكَبِيرُ إِلَى مَدِينَةِ تَبُوك وَعَسكَرَ فِيهَا وَعَلِمَ الرُّومُ بِقُدُومِهِ رَاعَهُم لِقَاءُ هَذَا الجَيشِ الكَبِيرِ وَتَحَصَّنُوا دَاخِلَ بِلَادِهِمُ، فَاكتَفَى الرَّسُولُ بِمَا أَحدَثَهُ مِن رَهبَةٍ دَاخِلَ قُلُوبِ الرُّومِ، وَعَقَدَ بَعضَ المُعَاهَدَاتِ مَعَ مُدُنِ الحُدُودِ عَلَى أَن يَبقَوا فِي أَرَاضِيهِم وَلَهُم حُرِّيَةُ العِبَادَةِ فِي مُقَابِلِ أَن يَدفَعُوا الجِزيَةَ.‏
    The Battle of Tabuk (9 A.H./630 A.D.) : The Prophet (peace be upon him) gathered a great army and marched to Mu'tah. The army arrived at Tabuk and camped there. When the Byzantines were informed about this powerful army, they feared to encounter it and preferred to seek the protection inside their forts. Having intimidated the enemy and displayed the Muslim power, the Prophet (peace be upon him) concluded some treaties with bordering cities to the effect that they would stay in their land and enjoy freedom of religion in return for paying Jizyah [Tribute]. Then the Prophet went triumphantly back to Medina. .................................................. ....

    ‏غَزوَةُ حُنَينٍ (8 هـ/630 م)‏
    ‏التَقَى المُسلِمُونَ بِقِيَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَهَوَازِن بِقِيَادَةِ مَالِكِ بنِ عَوفٍ فِي وَادِي حُنَينٍ، فِي بِدَايَةِ المَعرَكَةِ كَادَ المُسلِمُونَ أَن يَنهَزِمُوا لَولَا ثَبَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَصحَابِهِ، وَانتَهَت المَعرَكَةُ بِانتِصَارِ المُسلِمِينَ نَصرًا مُبِينًا.‏
    The Battle of Hunain (8 A.H./630 A.D.) : The Muslims, commanded by the Prophet, fought the Hawazin, commanded by Malik bin `Auf, at the Valley of Hunain. At first the Muslims were about to be defeated. However, the Prophet and the true believers proved patient and steadfast in fight, and they were victorious in the end.................................................. .....

    ‏غَزوَةُ خَيبَر (7 هـ/628 م)‏
    ‏تَوَجَّهَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِغَزوِ يَهُودِ خَيبَر لِإِثَارَتِهِم الأَعرَابَ عَلَى المُسلِمِينَ فَفَتَحَهَا ثُمَّ صَالَحَ أَهلَهَا وَأَبقَاهُم فِي أَرَاضِيهِم عَلَى أَن يَدفَعُوا لَهُ الجِزيَةَ.‏
    The Battle of Khaibar (7 A.H./628 A.D.) : The Prophet (peace be upon him) marched to the Jews at Khaibar because they incited some tribes against the Muslims. He conquered their city and concluded a treaty with the Jews of Khaibar to the effect that they would stay in their lands in return for paying Jizyah [tribute]. .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ دَومَةِ الجَندَلِ(5 هـ/627 م)‏
    ‏وَصَلَ إِلَى عِلمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّ بِدَومَةِ الجَندَلِ جَمعًا عَظِيمًا يُرهِبُونَ مَن يَمُرُّ بِهِم، فَخَرَجَ الرَّسُولُ بِأَلفٍ مِن المُسلِمِينَ حَتَّى وَصَلَ إِلَيهِمُ فَلَمَّا بَلَغَهَا تَفَرَّقَت الجُمُوعُ وَعَادَ إِلَى المَدِينَةِ.‏
    The Battle of Daumat Al-Jandal (5 A.H./627 A.D.) : The Prophet was informed that some troops were attacking anyone who passed through Daumat Al-Jandal, so he went there with a thousand Muslims to fight them, but they fled away and the Messenger returned back to Medina. .................................................. .....

    ‏غَزوَةُ ذَاتِ الرِّقَاعِ (4 هـ/625 م)‏
    ‏وَفِيهَا تَوَجَّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِحَملَةٍ لِغَزوِ قَبِيلَتَي غَطفَانَ وَبَنِي سُلَيمٍ لِغَدرِهِم بِبَعثَةٍ كَانَ النَّبِيُّ أَرسَلَهَا إِلَى نَجد لِتَعلِيمِ أَهلِهَا شَعَائِرَ الإِسلَامِ فَقَتَلُوا أَكثَرَهَا وَلَم يَكُن بَينَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَبَينَهُم قِتَالٌ فِي تِلكَ الغَزوَةِ.‏
    The Battle of Dhat Al-Riqa` (4 A.H./625 A.D.) : The Prophet commanded an expedition to the tribes of Ghatfan and Banu Sulaim as a reaction for their killing of most of the teaching mission he sent to them. Warriors of the two parties met but no fight took place................................................... .....

    ‏غَزوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ (12 هـ/633 م)
    ‏سَارَ الجَيشُ المُسلِمُ بِقِيَادَةِ خَالِدِ بنِ الوَلِيدِ إِلَى العِرَاقِ وَالتَقَى فِي الكَاظِمَةِ بِجَيشِ الفُرسِ بِقِيَادَةِ هُرمُز وَفِيهَا اِنتَصَرَ المُسلِمُونَ.‏
    The Battle of Dhat Al-Salasil (12 A.H./633 A.D.) : The Muslim army under the command of Khalid bin Al-Walid marched to Iraq and defeated the Persians under the command of Hurmuz. .................................................. ....

    ‏غَزوَةُ مُؤتَة (8 هـ/630 م)‏
    ‏أَرسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كِتَابًا إِلَى شُرَحبِيل أَمِيرِ غَسَّان يَدعُوهُ إِلَى الإِسلَامِ فَهَزَأَ شُرَحبِيلُ مِن كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَتَلَ سَفِيرَهُ الحَارِثَ بنَ عُمَيرٍ مِمَّا دَفَعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِلَى تَجهِيزِ حَملَةٍ لِلرَّدِّ عَلَى هَذَا الِاعتِدَاءِ السَّافِرِ، فَاستَنجَدَ الغَسَاسِنَةُ بِالرُّومِ وَفِي هَذِهِ المَعرَكَةِ التَقَى المُسلِمُونَ بِقِيَادَةِ زَيدِ بنِ حَارِثَةَ بِجَيشِ الرُّومِ الَّذِي أَتَى لِنَجدَةِ شُرَحبِيل أَمِيرِ غَسَّانَ، وَفِي المَعرَكَةِ قُتِلَ زَيدُ بنُ حَارِثَةَ فَخَلَفَهُ جَعفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ عَبدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَقُتِلَا فَانسَحَبَ المُسلِمُونَ مِن المَعرَكَةِ بِخُطَّةٍ تَوَلَّى خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ تَنفِيذَهَا.‏
    The Battle of Mu'tah (8 A.H./630 A.D.) : The Prophet (peace be upon him) sent a message to the Ghassanid governor Shurahbil calling him to Islam. Shurahbil, however, mocked the message and killed the Prophet's messenger Al-Harith bin `Umair. In response to this brutal aggression, the Prophet (peace be upon him) sent Zaid bin Harithah at the head of an army to the Ghassanids, who asked the help of the Byzantines and were supported with a powerful army. The battle was fought in Mu'tah. Zaid bin Harithah was killed and was replaced by `Abdullah bin Rawahah and Ja`far bin Abi Talib who were also killed. Khalid bin Al-Walid voluntarily took command of the Muslim army and immediately realized that resuming the battle would mean the ruin of the Muslims. A skillful plan for withdrawal was quickly implemented................................................... ....

    ‏فَتحُ إِفرِيقِيَّةَ (تُونُس) (50 هـ/670 م)‏
    ‏بَعدَ أَن غَزَا عَدَدًا مِن تُخُومِ السُّودَانِ سَارَ عُقبَةُ بنُ نَافِعٍ إِلَى إِفرِيقِيَّةَ عَلَى رَأسِ جَيشٍ مُكَوَّنٍ مِن عَشَرَةِ آلَافِ مُقَاتِلٍ وَتَوَغَّلَ فِيهَا دُونَ مُقَاوَمَةٍ حَتَّى وَادِي القَيرَوَانِ حَيثُ بَنَى مَدِينَةَ القَيرَوَانِ.‏
    Conquest of Ifriqiyah (Tunisia) (50 A.H./670 A.D.) : After a series of successful raids in Sudan, `Uqbah bin Nafi` led a Muslim army of ten thousand warriors, and headed to Ifriqiyah (Tunisia). Irresistibly advancing, he stopped at the Qairawan Valley, where he built the city of Qairawan. .................................................. ..

    ‏فَتحُ الأَسكَندَرِيَّةِ (21 هـ/641 م)‏
    ‏دَخَلَ المُسلِمُونَ إِلَى الأَسكَندَرِيَّةِ تَنفِيذًا لِمُعَاهَدَةِ بَابِليُونَ وَخَرَجَ جَيشُ الرُّومِ مِنهَا وَبَسَطَ المُسلِمُونَ سَيطَرَتَهُم عَلَى مِصرَ.‏
    Conquest of Alexandria (21 A.H./641 A.D.) : The Babylon Treaty stipulated the handing of Alexandria over to the Muslims. The Byzantine forces left Alexandria and the whole of Egypt fell to the Muslims. .................................................. .....

    ‏فَتحُ الجَزَائِرِ (58 هـ/678 م)‏
    ‏خَرَجَ أَبُو المهاجرِ دِينَارٌ أَمِيرُ إِفرِيقِيَّةَ لِحَربِ قَبِيلَةِ (أوربة) الَّتِي يَتَزَعَّمُهَا (كُسَيلَة) وَالَّتِي كَانَت تُقَاوِمُ الفَتحَ الإِسلَامِيَّ بِتَحرِيضٍ مِن البِيزَنطِيِّينَ وَهَاجَمَ مَرَاكِزَهَا فِي المَغرِبِ الأَوسَطِ فَطَلَبَ كُسَيلَةُ الصُّلحَ وَأَعلَنَ إِسلَامَهُ فَتَقَدَّمَ أَبُو المهاجرِ وَاستَولَى عَلَى تِلِمسَان وَحَطَّمَ الحِلفَ بَينَ البَربَرِ وَالبِيزَنطِيِّينَ.‏
    Conquest of Algeria (58 A.H./678 A.D.) : Abu Al-Muhajir Dinar, Emir of Ifriqiyah (Tunisia), went to fight the Berber tribe of Urbah, which was motivated by the Byzantines to stop Muslim conquests in Africa. The tribe's chief, however, peacefully surrendered and embraced Islam. Abu Al-Muhajir then advanced, seized Tlemcen, and ruined the Berber-Byzantine alliance. .................................................. .....

    ‏فَتحُ السِّندِ (89 هـ/708 م)‏
    ‏وَجَّهَ الحَجَّاجُ صِهرَهُ مُحَمَّدَ بنَ القَاسِمِ الثَّقَفِيَّ لِفَتحِ السِّندِ وَأَمَدَّهُ بِسِتَّةِ آلَافٍ مِن جُندِ الشَّامِ إِضَافَةً إِلَى جَيشِهِ فَزَحَفَ إِلَى مكران فَفَتَحَهَا وَمَا بَعدَهَا وَقَاتَلَ دَاهِرًا مَلِكَ السِّندِ فَقَتَلَهُ ثُمَّ وَاصَلَ زَحفَهُ فِي نَوَاحِي السِّندِ وَانبَسَطَت يَدُهُ فِي البِلَادِ فَتحًا وَتَنظِيمًا.‏
    Conquest of Sind (89 A.H./708 A.D.) : Al-Hajjaj, governor of Iraq, directed an army under the leadership of Muhammad bin Al-Qasim Al-Thaqafi to conquer Sind (in India). Muhammad crossed Makran (Baluchistan), defeated Dahir the King of Sind, invaded the Indus Valley, and conquered Sind. .................................................. ..

    ‏فَتحُ القُسطَنطِينِيَّةِ (857 هـ/1453 م)‏
    ‏وَفِيهَا اِستَطَاعَ السُّلطَانُ العُثمَانِيُّ مُحَمَّدُ الفَاتِحُ هَزِيمَةَ البِيزَنطِيِّينَ والِاستِيلَاءَ عَلَى القُسطَنطِينِيَّةِ عَاصِمَةِ الدَّولَةِ البِيزَنطِيَّةِ.‏
    Conquest of Constantinople (857 A.H./1453 A.D.) : On the 29th of May 1453 A.D., the fall of Constantinople was the greatest enterprise undertaken during the reign of Sultan Mehmet II (known as Mehmet the Conqueror). .................................................. ............................

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 6:22 pm